نهاية أسطورة الورقة الخضراء..العالم يتحرر من سيطرة الدولار الأمريكي
يبدو أن سيطرة الدولار عالمياً باتت أن تنتهي مع اتجاه بعض الدول إلي اتفاقات تبادل العملات بدل الاعتماد على الدولار ومن هنا قد نشهد انتهاء أسطورة الدولار الذي ظل يحكم اقتصاديات العالم.
مصر تتحرر من الدولار
كانت مصر من الدول التي بدأت خطوات جادة في التحرر من الدولار حيث أعلن حسن عبدالله محافظ البنك المركزي عن الانتهاء من عقود تحوط العملة المحلية التي تم الإعلان عنها مطلع أكتوبر، تزامنا مع اتجاه المركزي المصري إلى إطلاق مؤشر جديد للجنيه.
إضافة إلى ذلك فقد أعلن محافظ المركزي المصري حسن عبدالله عن سياسة المركزي في الفترة المقبلة بشأن الفائدة، وأن البنك سيعلن عن مستهدفات التضخم في القريب العاجل.
تواردت أبناء مطلع أكتوبر الجاري إن البنك المركزي وقع اتفاقية خلال الأيام الماضية مع البنوك لتفعيل العمل بالمشتقات المالية الجديدة للتحوط من مخاطر تذبذب سعر العملة أمام الجنيه مع قرب دخول قرض الصندوق.
وحدد البنك المركزي، وفقًا للأنباء 5 مشتقات مالية للتحوط ضد مخاطر تذبذب العملة وسعر الفائدة وهي (IRS) و(SWAPS) و(Options) و(FWD) و(NDF).
بيانات مهمة
وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، تراجعت حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية إلى أقل من 59% في الربع الأخير من العام الماضي، لتواصل سقوطا دام عقدين من الزمان.
ومع ذلك، فقد خسر الدولار حصته ليس لصالح اليورو المستخدَم تقليديا لتخزين الاحتياطيات، ولا للجنيه الإسترليني أو الين الياباني، وإنما لعملات الدول الصغيرة مثل كندا والسويد وكوريا الجنوبية.
اليوان يسيطر
لقد أصبح اليوان الصيني العملة الرئيسية للاحتياطيات الروسية. وعلى الأرجح، ستنمو حصة اليوان، خلال العامين المقبلين، في التجارة العالمية بسرعة، ما سيؤدي إلى بعض النمو في احتياطيات دول العالم باليوان الصيني. ومع ذلك، فإن أغلبية رؤوس الأموال العالمية تنتمي إلى الغرب، بما في ذلك رؤوس أموال البلدان التي تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية. وهم، لأسباب سياسية، لن يحوّلوا أموالهم إلى الأصول الصينية مهما حدث، باستثناء ربما إسرائيل، التي رفعت مؤخرا حصة احتياطياتها باليوان.
أعتقد أن الحرب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الهيمنة على العالم أمر لا مفر منه بشكل أو بآخر، ما يعني أن كل العقوبات نفسها التي نراها اليوم ضد روسيا سوف تكون حتمية ضد الصين أيضا، بما في ذلك فصل الصين عن نظام "سويفت" العالمي للتحويل البنكي، وتحوّل الصين الهائلة في تجارتها من الدولار إلى اليوان.
نتيجة لذلك، سيكون هناك وضخ تنخفض فيه بشكل حاد حصة الدولار واليورو في التجارة العالمية، ما يعني تضييقا حادا في مجال تداول هذه العملات. وإذا لم يكن التضخم المفرط بهذه العملات قد بدأ قبل ذلك الحين، فإنه سيبدأ في هذه اللحظة.
ومن المنطقي أن نفترض أن ذلك سيصاحبه تدافع هستيري للخروج من الدولار واليورو إلى عملات أخرى، بما في ذلك دول العالم التي ستحاول إنقاذ احتياطياتها دون جدوى. على هذه الخلفية، سينهار الدولار واليورو مقابل العملات القليلة الأخرى التي لا تزال مستقرة. وفي هذه المرحلة، ستقفز أسعار الذهب إلى عنان السماء، كما سترتفع أسعار جميع الأصول الملموسة بشكل كبير، بما في ذلك المواد الخام.