السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

القلق يضرب منطقة اليورو.. التضخم ينهك القارة العجوز وألمانيا الأشد قسوة

الخميس 29/سبتمبر/2022 - 12:31 م
التضخم يضرب اوربا
التضخم يضرب اوربا

 

في ظل الأزمة الحادة التي تشهدها القارة العجوز على وقع نقص إمدادات الطاقة، من المقرر أن يتجاوز التضخم في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو ألمانيا، التوقعات مرة أخرى في سبتمبر بعد أن أعلنت أكبر ولايتها عن زيادة حادة في الأسعار خلال الشهر.

فيما صدر منذ قليل مؤشر ثقة المستهلك بمنطقة اليورو وظلت النسبة سالبة كما جاءت بالشهر السابق، متوافقة مع التوقعات.

التضخم في ألمانيا
 

قالت ولاية شمال الراين وستفاليا، أكبر ولاية في ألمانيا من حيث عدد السكان والناتج المحلي الإجمالي، إن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 1.8% في الشهر وحده، مما دفع المعدل السنوي للتضخم إلى 10.1.%

وإنها الأولى من بين دول قليلة تعلن عن أرقام تضخم أولية في وقت مبكر من يوم الخميس، وسيقوم مكتب الإحصاء الفيدرالي ديستاتيس بعد ذلك بنشر رقم أولي لألمانيا في حوالي الساعة 08:00 بالتوقيت الشرقي (12:00 بتوقيت جرينتش).

ويتوقع المحللون معدلًا سنويًا يبلغ 9.4% وفقًا للطريقة الألمانية الوطنية و10.0% وفقًا لطريقة الاتحاد الأوروبي المنسقة. وتتكون أرقام ولاية شمال الراين وستفاليا تحت الرقم الوطني.

كذلك، من المرجح أن تزيد الأرقام من الضغط على البنك المركزي الأوروبي لمواصلة رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع وأبعد مما هو مطلوب.

وقد كانت الزيادة مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع أسعار النقل، حيث أنهت برلين مخطط ما يسمى بتذاكر 9 يورو التي تهدف إلى تقديم بديل أرخص للنقل بالسيارات بينما ارتفعت أسعار البنزين والديزل في وقت سابق من العام. وبشكل عام، ارتفعت تكاليف النقل بنسبة 9.6% خلال الشهر، حيث استأنفت أسعار الوقود أيضًا حركتها التصاعدية: ارتفعت أسعار التجزئة للديزل بنسبة 6.8% بينما قفز البنزين بنسبة 14%.

كما استمرت أسعار الطاقة المنزلية في كونها مصدرًا رئيسيًا للأزمة، حيث ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 6.0% وأسعار الغاز بنسبة 2.7%، حيث تم نقل الزيادات السابقة في أسعار الجملة إلى المستهلكين.

كما كانت هناك زيادات قوية في أسعار المواد الغذائية، حيث ارتفعت بنسبة 1.9%، وبالنسبة للملابس، حيث أدى وصول مجموعات موسمية جديدة إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 5.2٪%

التضخم في إسبانيا
 

كما أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء، الجمعة، أن الأسعار الإسبانية ارتفعت 9.3% في 12 شهرًا حتى سبتمبر، انخفاضًا بأكثر من نقطة مئوية واحدة، بفضل خفض أسعار النقل العام وتباطؤ أسعار الكهرباء.

وتعتبر هذه القراءة هي الأدنى منذ مايو وأقل من 10.1% التي توقعها محللون استطلعت رويترز آراءهم. وانخفض رقم التضخم المُقاس محليًا إلى 9% من 10.5%.

وأظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء أن التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية الطازجة والطاقة المتقلبة، بلغ 6.2% على أساس سنوي، بانخفاض من 6.4٪ في أغسطس.

كما أن هناك تأثير إحصائي في الانخفاض الحاد حيث شهدت أسعار الكهرباء في سبتمبر 2021 بالفعل ارتفاعًا وبدأت مسارًا تصاعديًا.

وأدخلت الحكومة في سبتمبر برنامج دعم لتذاكر القطار المجانية وخفض أسعار النقل العام، مما ساهم أيضًا في كبح الزيادة العامة في الأسعار.

كما أشار المعهد الوطني للإحصاء إلى أن انخفاض أسعار الوقود قد ساعد في خفض معدل التضخم.

في حين سجلت إسبانيا ذروة التضخم في يوليو، عندما كان المعدل المنسق مع الاتحاد الأوروبي عند 10.7%، وتتوقع الحكومة والبنك المركزي أن تنخفض الأسعار في الأشهر المقبلة.

وكانت الحكومة قد وافقت على حزم الإعفاء المتتالية، مع تخفيضات ضريبية على الطاقة والغاز ووضع حد أقصى لسعر الغاز لتوليد الطاقة.

سجل مؤشر ثقة المستهلك منذ قليل في منطقة اليورو -28.8، وهي النسبة نفسها المسجلة الشهر الماضي، حيث كانت تشير تقديرات الخبراء أن تظل النسبة كما هي. ومع بقاء النسبة كما هي، تظل ثقة المستهلك في خطر باعتبارها ما زالت دون الصفر، وتشير إلى عدم وجود آفاق للتحسن في مزاج المستهلك الأوروبي الذي يعاني من وطأة الأزمات المتلاحقة بالقارة.

رفع الفائدة
 

أكدت كريستين لاجارد رئيسة المركزي الأوروبي، أمس الأربعاء، عزم البنك على التحرك لاحتواء المستويات المرتفعة للتضخم.
يسعى البنك للحفاظ على معدل التضخم عند 2 %. وخلال أغسطس الماضي كانت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو قد ارتفعت 9.1 % مقارنة بنفس الشهر من 2021، وتعد أسعار الطاقة الأخذة فى الصعود ومشاكل الامداد من ضمن العوامل التي ترفع معدل التضخم منذ شهور.

أخطاء التوقعات
 

وتحدثت كريستين لاجارد عن أخطاء في التوقعات قائلة إن التطورات الحالية كانت أكبر من توقعات البنك، وبعد رفع معدل الفائدة خلال يوليو وسبتمبر، يبلغ معدل الفائدة في منطقة اليورو 1.25 %، ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع الدوري المقبل لمجلس البنك المركزي الأوروبي في 27 أكتوبر المقبل.

وتعد أسعار الطاقة الأخذة فى الصعود ومشاكل الإمداد من ضمن العوامل التي ترفع معدل التضخم منذ شهور.

وبعد رفع معدل الفائدة خلال شهري يوليو وسبتمبر، يبلغ معدل الفائدة في منطقة اليورو 1.25%. ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع الدوري المقبل لمجلس البنك المركزي الأوروبي في 27 أكتوبر المقبل.

ركود قادم
 

وفي وقت سابق، صرحت محافظ البنك الأوروبي كريستين لاجارد يوم الإثنين الماضي، بأنها تتوقع أن يتباطأ النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو بشكل  كبير خلال الأرباع المقبلة، مما قد يدفعه إلى الركود.

وقالت: "انخفاض قيمة اليورو زاد من الضغوط التضخمية. وإن أفضل مساهمة يمكن أن يقدمها تشديد السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي لاقتصاد منطقة اليورو هي ضمان استقرار الأسعار على المدى المتوسط".

وأضافت: "المراجعات الأخيرة بشأن ارتفاع توقعات التضخم أعلى أهداف المركزي الأوروبي تستدعي المراقبة المستمرة.

وهناك مخاطر من تصاعد توقعات التضخم. وبالتالي من المتوقع أن يرفع المركزي الأوروبي بشكل أكبر خلال الاجتماعات القادمة".

الخروج من الصمت ببريطانيا 

خرجت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن صمتها بعد فوضى في الأسواق المالية استمرت قرابة أسبوع بسبب خططها لخفض الضرائب، قائلة إنها مستعدة لاتخاذ قرارات "مثيرة للجدل" لإعادة تحفيز النمو.

وبعد يوم من تجديد بنك إنكلترا برنامجه لشراء السندات في خطوة طارئة لحماية صناديق التقاعد من انهيار جزئي محتمل، أرجعت تراس سبب هذه الاضطرابات إلى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم.

وقالت في مجموعة من المقابلات "كان علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لنجعل اقتصادنا ينمو وبريطانيا تتحرك ونتعامل مع التضخم، وهذا يعني بالطبع اتخاذ قرارات صعبة ومثيرة للجدل... لكنني مستعدة كرئيسة للوزراء للقيام بذلك لأن المهم بالنسبة لي هو أن نحرك اقتصادنا".

وأصبحت تراس رئيسة للوزراء في السادس من سبتمبر أيلول بعد فوزها بقيادة حزب المحافظين الحاكم متعهدة بخفض الضرائب.


خطة من وزيرة المالية البريطانية

ارتفعت مجددا عائدات السندات الحكومية البريطانية، التي كانت قد صعدت  بعد أن كشف وزير ماليتها كواسي كوارتنج عن خطتها المالية يوم الجمعة، في التعاملات المبكرة اليوم الخميس لتعكس مسار الانخفاض أمس الأربعاء عندما أعلن بنك إنكلترا عن خطته الطارئة.

وانخفض الجنيه الإسترليني 1% تقريبا أمام الدولار ليهبط في سبتمبر أيلول إلى أكثر من 7% أي ضعف انخفاض اليورو مقابل الدولار تقريبا.
             
وتابعت تراس "هذه هي الخطة الصحيحة التي وضعناها". وأضافت أن هذه الخطة ستضع الاقتصاد البريطاني على مسار أفضل على المدى الطويل.

             
هل حان الوقت للعدول عن الموازنة المصغرة؟

ورداً على سؤال في إحدى المقابلات عما إذا كان الوقت قد حان للعدول عن الموازنة المصغرة، قالت تراس "لا، لأن... أغلب الحزمة التي أعلنا عنها يوم الجمعة كانت عن دعم للطاقة للأفراد والشركات وأعتقد أن هذا كان الشيء الصحيح تماما الذي يجب فعله".
             
وينتظر المستثمرون والشركات والمستهلكون الآن أن تعلن الحكومة مزيداً من التفاصيل بشأن خططها لجعل الاقتصاد ينمو بوتيرة أسرع، والذي سيكون أساسا لإصلاح المالية العامة البريطانية.