كيف تدير مدخراتك في الأزمات المالية العالمية؟
في الحروب والنزاعات ترتبك كل المؤسسات الدولية وتتأثر التجارة الدولية وتضطرب السلاسل التجارية، وحركة نقل البضائع وفي النهاية يصل تأثيرها إلى الفرد العالي حتى أنه يمكن أن يفقد الشخص وظيفته نتيجة تأثر شركته وبالتالي يفقد معها استقراره المادي إلا إذا احتاط لمثل هذا اليوم وأحسن تدبير أموره المالية تحسبا لأي أزمات.. «بانكير» يقدم لك نصائح حول أفضل الطرق لإدارة أموالك في الأزمات.
- الكاش هو الحل
«جنيه في اليد أحسن من 10 في البنك»، في ظل الأزمات المالية غالبًا ما تتصاعد مخاوف الناس من تعرض المؤسسات البنكية للإفلاس.
ونتيجة لذلك يزيد الطلب على المسحوبات مما قد يؤدي إلى تدخل حكومي يقضي بفرض حد سحب يومي أعلى على الأفراد، كما حصل في اليونان خلال أزمة 2010 عندما فرضت الحكومة حد أعلى بقيمة ستين يورو كسقف مسحوبات الأفراد اليومية الذي قد لا يكفي لسد احتياجاتك واحتياجات أسرتك اليومية.
وعليه يتوجب عليك أخذ الاحتياط والتأكد من توافر مبلغ نقدي كافٍ لتغطية مصروفاتك واحتياجات أسرتك اليومية لمدة من الزمن.
- تنويع المحفظة المالية
بمجرد تأكدك من تأمين مبلغ من المال النقدي بين يديك بالعملة المحلية لمواجهة التحديات المحتملة، يأتي الوقت لتفكر في تنويع محفظتك المالية، فعادةً ما تضرب الأزمات المالية سوق الصرف وقد تؤدي إلى انخفاض كبير في قيمة بعض العملات، ولمعرفة أي العملات التي ستحافظ على قيمتها بثبات أكبر يتوجب الخوض في الكثير من التحليل المالي والسياسي لكل عملة على حدة.
ولكن كل ما عليك أن تعرفه أن عليك التحوط من خطر انخفاض قيمة العملات وعدم وضع كل البيض الذي تملكه في سلة واحدة.
وعمومًا يعتبر الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني من أكثر العملات شيوعًا للادخار في تلك الظروف.
الاستثمار في الملاذات الآمنة
عندما تتأكد من حيازتك سيولة كافية لتسيير مصروفاتك اليومية، ربما يكون عليك البدء بالتفكير بالاستثمار فيما يعد ملاذات آمنة، التي هي عبارة عن استثمارات تزيد قيمتها عادة في الأوقات التي تمر بها الأسواق المالية بصعوبات عاصفة.
ويتجه حاليًّا الكثير من المستثمرين لهذا الخيار في ظل تعاظم المخاوف المالية التي تعصف بالأسواق خصوصًا مع انتشار فيروس كورونا بشكل سريع وإعلانه وباءً عالميًا من منظمة الصحة العالمية.
قلل اعتمادك على راتبك الشهري
نظرًا إلى أن الكثير من الناس يعتمدون بشكل أساسي وكامل على راتب الوظيفة الشهري.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا يعتمد كل 3 أشخاص من كل 4 على راتبهم الشهري بشكل كامل، ويطلق على هذه الفئة باللغة الإنجليزية مصطلح (paycheck to paycheck). وهي الشريحة التي كانت الأكثر تضررًا خلال أزمة عام 2008، إذ فقد نحو 25 إلى 30 مليون شخص وظائفهم بسبب الانهيار الاقتصادي العالمي.
للإفلاس ببساطة. وحينها يكون السؤال: ما خطوتك المقبلة؟
ولهذا السبب يجب عليك أن تفكر في كيفية الاكتفاء ذاتيًا على الأقل فيما يخص أساسيات الحياة اليومية مثل إيجار المنزل أو مصروفات الطعام، فعلى سبيل المثال سيكون وضع العائلة القروية التي تسكن في منزلها الريفي وتجهز الطعام من محصول أرضهم أفضل بكثير من وضع أي عائلة تسكن في المدينة وتعتاش وتعتمد على راتب شهري بشكل كامل.
وبغض النظر عن وضعك الاقتصادي الحاليّ، عليك أن تبدأ العمل من الآن على تحسين مستوى استقلاليتك المادية، وأن تحافظ على سيولة كافية بشكل مستمر، وتقديم دعمك لمن هم حولك ليتمكنوا بدورهم من تجاوز الأزمة.