تنسيق بين " المركزى " و " البنوك " قبل الموافقة على القروض الدولارية
طالب البنك المركزى المصرى البنوك المحلية بالتسنيق معة قبل الموافقة على القروض الدولارية للعملاء ، جاء ذلك بحسب مصادر مصرفية من داخل ادارات الائتمان بالبنوك المصرية . وقالت المصادر ان الاجراءات عملية التنسيق بين البنك المركزى والبنوك بشان القروض الدولارية ياتى كاجراء تنسيقى لحصر طلبات العملاء على الدولار ذات الشرائح المختلفة .
جدير بالذكر ان جائحة كورونا اثرت بشكل سلبى على التدفقات النقدية من العملة الصعبة لمصر حيث تراجعت ايرادات السياحة والصادرات المصرية وتحويلات المصريين العامليين بالخارج وتاثرت حركة سفن عبر قناة السويس .
وقد تراجع ارصدة مصر من الاحتياطيات النقدية الاجنبية باكثر من 9 مليارات دولار امريكى حيث وصل 36 مليار دولار امريكى مايو الماضى .
تصاعدت وتيرة استثمارات الصناديق الدولية والمستثمرين الأجانب بالسوق المصرية خلال الأسابيع الاخيرة، مدعومة بتوصل مصر لإتفاق جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 2ر5 مليار دولار من المقرر أن ينظر المجلس التنفيذي للصندوق فيه يوم الجمعة المقبلة، وسط توقعات بإنعكاس الإتفاق على إكتساب مزيد من الثقة في الإقتصاد المصري وحسن إدارة السياسات النقدية المتبعة من قبل البنك المركزي.
وقال خبراء اقتصاديون ومسئولون ببنوك الاستثمار ومصرفيون في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط إن مصر نجحت خلال الأسابيع القليلة الماضية في الحصول على نحو 8 مليارات دولار من السوق الدولية في صورة سندات خظيت بإقبال قياسي من الصناديق الدولية، بالاضافة إلى قرابة 3 مليارات دولار من صندوق النقد في إتفاق أول تحت مسمى إتفاق أداة التمويل السريع.
وقال هيثم عادل رئيس قطاع الخزانة وأسواق المال ببنك التنمية الصناعية إن إستثمارات الاجانب في أذون الخزانة المصرية قفزت إلى أكثر من 10 مليارات دولار هذا الشهر لتبدأ في استعادة معدلاتها السابقة والتي كانت قد تجاوزت 23 مليار دولار ومقابل نحو 15 مليار دولار في نهاية ديسمبر 2019. وكان معهد التمويل الدولي قد أعلن عن نزوح أكثر من 83 مليار دولار من الأسواق الناشئة في مارس الماضي بسبب جائحة كورونا، وهو ما يمثل أكبر عملية تخارج من أسواق الناشئة خلال سنوات عديدة.
وأضاف عادل أن سمعة مصر في الأسواق الدولية الآن تتفوق على جميع الدول الناشئة، وربما دولا أخرى كبرى، وذلك لم يأت من فراغ، بل نتاج لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والثقة الدولية في السياسات التي يتبعها البنك المركزي، وانتهاجه لسياسات السوق الحر في سوق الصرف ما يتيح حرية الدخول والخروج للاجانب ما زاد من الثقة في السوق المصرية.
وأشار إلى أن الاجانب خرجوا بأكثر من 15 مليار دولار خلال شهري مارس وأبريل الماضي، دون أن يشعر بهم أحد ودون حدوث أي مشكلات، وبدون قوائم إنتظار كما كان يحدث في الماضي ما كان يمثل أكبر عائق أمام المستثمرين الاجانب قبل التفكير في الاستثمار في مصر، ولكن نجح البنك المركزي المصري على مدار السنوات الأربع الأخيرة في استعادة ثقة المؤسسات الدولية والاجانب في السوق المصرية وهو ما يعكس العودة السريعة للصناديق الدولية للإستثمار في مصر وضخ مليارات الدولارات.
ولفت إلى أن مصر من الدول القليلة جدا التي كان لديها ثقة في الذهاب الى السوق الدولية ، ولا يقتصر الامر عند هذا الحد، بل يصل حجم تغطية لطرح هو الاكبر في تاريخ مصر بقيمة 5 مليارات دولار يتم تغطيته بقرابة 5 مرات رغم انه يأتي في وقت عصيب يمر به العالم والأسواق الدولية بسبب تداعيات فيروس كورونا.
ونوه إلى أن الإتجاه العالمي في أسواق المال في الفترة الحالية هو تفضيل الإتجاه إلى السندات طويلة الاجل بآجال زمنية تبدأ من 4 سنوات وحتى 40 سنة، متوقعا أن تعود مصر من جديد إلى سوق السندات الدولية بسهولة إذا رأت الحكومة ذلك. من جانبه..
قال محمد أبو باشا كبير الاقتصاديين في المجموعة المالية هيرميس إن مصر نجاح مصر في السوق الدولية يؤسس إلى اتجاه تصاعدي جديد في دخول المستثمرين الأجانب في أدوات أسواق الدين مرة أخرى. وأضاف أن شهري مارس وأبريل الماضيين شهدا خروجا كبيرا للأموال تجاوز الـ17 مليار دولار، لكن عدنا لنشهد انعكاسا لهذا الاتجاه منذ أوائل يونيو الجاري، وبدأت الدفة تتحول نحو العودة إلى السوق المصرية من جديد. وأرجع كبير الاقتصاديين في المجموعة المالية هيرميس هذا الإتجاه إلى توصل مصر لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ما يساعد الحكومة على مواصلة الاقتراض الخارجي لسد الفجوة التمويلية.
وقالت عليا ممدوح كبير الاقتصاديين بشركة بلتون المالية القابضة إن الاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي يوفر بعض الاستقرار لسعر الجنيه بعد موجة التراجع الطفيفة التي يشهدها، مع الأخذ في الاعتبار ضعف تدفقات النقد الأجنبي والعودة الجزئية المتوقعة لأنشطة الاستيراد عند إعلان الحكومة عن فتح جزئي للأنشطة التجارية.
واضافت أن الحكومة المصرية لجأت للتمويل الخارجي، لأنه يمثل خدمة عبء دين أقل تكلفة فضلاً عما يوفره من تدفق النقد الأجنبي اللازم، حيث تستهدف الحكومة خفض عبء فوائد الديون ، كما سيؤدي الاتفاق سيؤدي لوصول إجمالي التمويلات الخارجية إلى 13 مليار دولار منذ تفشي كوفيد-19.
وأكدت كبير الاقتصاديين بشركة بلتون المالية تزايد الثقة الدولية في المسار الاقتصادي بعد الإصلاحات وسينعكس بالضرورة إيجابياً على تدفق النقد الأجنبي في الأوراق المالية الحكومية، مشيرة إلى أن التدفقات الداخلة المتجددة خلال شهري مايو ويونيو من العام الحالي تؤكد أن موجة التخارج القوية لاستثمارات المحافظ المالية كانت عند أعلى مستوياتها في مارس الماضي، وهو ما كان الخطر الرئيسي على سعر الجنيه. ورأت أن ظروف أسعار الفائدة الحقيقية الإيجابية ستستمر في الحفاظ على جاذبية الاستثمار في السوق المصري، رغم خفضها بواقع 300 نقطة أساس، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بانتشار كوفيد-19، فهو مازال محدودا نسبيا في مصر، والإجراءات المتخذة من الحكومة والبنك المركزي المصري للتعامل مع تداعياته السلبية تبدو كافية للحفاظ على زخم نمو الناتج المحلي الإجمالي.
يبحث المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، خلال اجتماعاته الجمعة المقبل الموافق 26 يونيو الجاري، توفير دعم مالي لمصر بقيمة 5.2 مليار دولار من خلال برنامج اتفاق الاستعداد الائتماني SBA.
نجحت السلطات المصرية وفريق صندوق النقد الدولى فى الوصول الى إتفاق على مستوى الخبراء اليوم 5 يونيو 2020 حول عقد اتفاق ائتمانى لمدة 12 شهر وبقيمة 5.2 مليار دولار وهو الاتفاق الذى يمهد للعرض على المجلس التنفيذى للصندوق للحصول على موافقتة النهائية على الاتفاق وقيمة التمويل المطلوبة. ويؤكد الاعلان عن هذا الاتفاق استمرار ثقة المؤسسات الدولية وخاصا صندوق النقد الدولى فى السياسات الاقتصادية بشقيها النقدى والمالى المتبعة من قبل السلطات المصرية وفى تعامل الدولة المصرية مع تبعات جائحة كورونا.