العملات المشفرة تفقد 188 مليار دولار بعد تأكيد الصين حظر معاملات الأصول الرقمية

شهدت العملات المشفرة تراجعًا جماعيًا لأسعارها صباح الجمعة، بعد أن أعاد البنك المركزي الصيني التأكيد على فرض حظر شامل على معاملات الأصول الرقمية، مما يعد دليلًا جديدًا على التقلبات الشديدة التي يتميز بها السوق الصاعدة.

دفعت التقلبات بعض الخبراء إلى التحذير من أن الخطاب العنيف للحكومة الصينية قد يشجع المزيد من الدول على اتخاذ تدابير مماثلة، بينما أشار آخرون إلى أن الأسعار تعافت بسرعة من مثل هذه الإعلانات في الماضي.

انخفضت قيمة العملات المشفرة العالم إلى حوالي 1.8 تريليون دولار صباح الجمعة، لتفقد 188 مليار دولار تقريبًا من قيمتها السوقية، أي نحو 9%، في غضون ثلاث ساعات فقط من إعلان الصين، وفقًا لموقع البيانات الخاصة بالعملات المشفرة CoinMarketCap.

قضى الانخفاض الحاد على جميع المكاسب تقريبًا منذ عمليات بيع الأسهم العالمية، الاثنين الماضي، مما أدى إلى أسوأ انخفاض في سوق العملات المشفرة منذ أسابيع، مع انخفاض العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثر وسولانا ما بين 6% و10% لكل منهما صباح الجمعة.

أشار مؤسس شركة Vital Knowledge Media، المحلل آدم كريسافولي، في مذكرة الجمعة، إلى أن إعلان الصين "متسق للغاية مع خطابها السابق"، لكنه لا يزال يحذر المستثمرين من الشراء بالأسعار الحالية لأنه من المحتمل أن تتبني دول أخرى إجراءات بكين، خاصة أن الهند من بين أكبر الاقتصادات التي تعرب عن ترددها تجاه العملات المشفرة.

في الوقت نفسه، قال مدير شركة غلوبال بلوك للوساطة في الأصول الرقمية، فريدي ويليامز، إنه لم يرَ سوى "القليل من ردود الفعل السريعة من العملاء" بعد الحظر الأخير، مضيفًا أن السوق يمكن أن ينهض مجددًأ بمجرد أن يهدأ الخوف المؤقت، كما حدث بعد انخفاض الاثنين الماضي.

أشار ويليامز كذلك إلى أن الصين كررت ما يسمى بـ "حظر البيتكوين" عدة مرات على مر السنين (كان آخرها في مايو) ، لكنها لم تمنع المؤسسات، خاصة في الولايات المتحدة، من تعزيز تبني العملة المشفرة بوتيرة هائلة.

كما أدلى مستثمر العملات المشفرة مايك نوفوغراتز، برأيه على تويتر، قائلاً إن البيتكوين أكبر عملة رقمية في العالم قد تستمر في كفاحها لتجاوز سعر يبلغ 45 ألف دولار مرة أخرى.

إجراءات تنظيمية منذ 2017 ابتداءً من أواخر عام 2017، أدت موجة من الإجراءات التنظيمية المبكرة إلى انهيار بحوالي 80% في أسعار العملات المشفرة وتراجع في السوق استمر لسنوات. في ذلك الوقت، بدأت العديد من البلدان، مثل كوريا الجنوبية، في تضييق الخناق على عروض العملات الأولية، وهي تقنية التمويل الجماعي المزدهرة آنذاك المستخدمة لجمع الأموال عن طريق سك عملات رقمية جديدة. في العام نفسه، أعلنت الصين حظرها الشامل على معاملات العملات المشفرة، قائلة إن المؤسسات المالية مُنعت من تقديم خدمات التداول أو التسوية أو التأمين بشكل مباشر أو غير مباشر لشركات العملات الافتراضية، وهي الإجراءات التي تم التأكيد عليها في إعلان الحكومة، الجمعة. كما أعاد المسؤولون إصدار اللائحة في مايو بينما حذروا من قواعد إضافية قادمة. قدمت الصين أول إجراء تنظيمي كبير لها تجاه العملات المشفرة في عام 2013، عندما حظرت عملة البيتكوين كوسيلة للمعاملات مع الاعتراف بها على أنها خاصية افتراضية.

ازدهار أثناء الجائحة ارتفعت عملة البيتكوين وسوق العملات المشفرة الأوسع خلال الجائحة في ضوء المخاوف التضخمية واستخدام المؤسسات المتزايد لها، لكن السوق أنهى ارتفاعه الذي استمر لمدة عام في أبريل، عندما كشفت تيسلا- أحد أكبر المستثمرين من الشركات في البيتكوين - أنها باعت جزءًا كبيرًا من مقتنياتها، وأنها لن تشتري المزيد حتى يستهلك تعدين البيتكوين طاقة أقل. فشلت الأسواق إلى حد كبير في التعافي منذ ذلك الحين وسط الحملة التنظيمية الصينية المكثفة، حيث لا تزال قيمة العملات المشفرة في العالم أقل بحوالي 30% من ذروتها البالغة 2.6 تريليون دولار تقريبًا في 12 مايو.

غرّد السناتور بات تومي (الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا)، وهو أحد المشرعين العديدين الذين قدموا تشريعات للمساعدة في تخفيف اللوائح التنظيمية المحتملة للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، الجمعة، على تويتر قائلًا إن "حملة الصين الاستبدادية على العملات المشفرة، بما فيها بيتكوين، هي فرصة كبيرة للولايات المتحدة". على ، مضيفًا: "إنه تذكير أيضًا بميزتنا البنيوية الهائلة على الصين".